طوبى ل يارا عاصي في إنسانيتها أمام المناطق المنكوبة

متابعة: وسيم عليا
جميع الأنهار تجري في اتجاهٍ واحد إلا العاصي الذي أبى و تكبّر و اختار اتجاهًا معاكسًا ميّزه عن بقية الأنهار، و لكل امرئٍ من اسمه نصيب لكن في هذه المرة لكل امرئٍ من لقبه نصيب إنها الإعلامية ابنة سوريا “يارا عاصي” التي تفرّدت بمبادراتها الإنسانية تكاد لا تعدّ و لا تحصى.
لم تعمل فقط لمجرد شعارات أو بالعامية شوفوني بل على الإطلاق نزلت إلى الشوارع و لم تفرّق نهارها من ليلها وتحمّلت صقيع الأيام و صقيع قلبها و عملت بروح سورية أصيلة.
نعم عندما نقول عن صبية بأنها أخت رجال أي أنها بألف رجل فهي متمكنة وواثقة من أفعالها قبل أقوالها و هذا ما منحها ثقة جميع من ساعدها و قدّم لها مساعدات ليتم إيصالها لكل متضرري الزلزال الذي أصاب سوريا وهبّت كزلزال ثائر لتأمين المناطق المنكوبة.
قد تكون واحدة من العديد الذين قدّموا في هذا المُصاب زلزال تركيا و سوريا ولكن أعرفها و كلّي ثقة بأنها ليست كغيرها فعطاءها لا ينضب و لا تردُّ خائب و تسأل عن كلِّ مفقود و غائب، إنها ابنة الحياة التي تأثرت بهذه الفاجعة ووقفت وقفة عز من دمشق أعلنت وجعها و بالتحديد من المزة تبرعت دون الحاجة لإضاءة أو بهرجة كما استطاعت تأمين العديد من العوائل و الأطفال، و عملها هذا ما هو إلا واجب ولكن أليس من واجبنا التعبير عنها ببضع كلمات قد لا تفي حقها ولكن كلمة شكر تطبطب على كتفيها.
و في حضرة الوجع تقاسم أغلبيتنا الألم و بعيدًا عن العواطف كان لا بدّ للعقل أن ينطق كلمته و يشدّ من وزرنا معلنًا وحدته، فالإنسانية ليست دين إنما رتبة يصل لها بعض البشر.