دكتور جمال فياض إن كتب !

سرقوا سمير صفير في أثيوبيا … وهنا الدليل ……
———————
سرقوا سمير صفير في أثيوبيا … وهنا الدليل ……
هي عقدة نقص نعيشها في العالم العربي من كثرة الهزائم النفسيه والمعنويه التي طالتنا على مدى عدة قرون ماضيه . فنحن دائما موضع الأتهام . والمضحك المبكي أننا نجلد أنفسنا فورا ونتلقـّى التهمة لنثبتها على أنفسنا بلا تحقيق أو تردّد . هذه المرّه جاءت في الملحن الفنان سمير صفير . فسمير الذي أعطى نانسي عام 2003 لحنا حقـّق لها نقلة مميزه في الغناء الذي اعتمدته منذ بداياتها ، متّهم الآن أنه ” لطش ” اللحن من مغنية أثيوبيه أسمها بونغو فلافا سينا هالي . الأغنيه هي ” سحر عيونو ” التي كتبها الشاعر نزار فرنسيس ووزعها طارق مدكور . ويجري حاليا تداول الأغنيه عبر موقع ال ” يوتيوب ” ، ويرسلها “حبايب سمير” – وما أكثرهم – للصحفيين ،مع عبارة أن الأغنيه الأثيوبيه مسجلة منذ عام 1998 معتقدين أننا بسطاء لنصدّق هذا التاريخ بلا تحقيق . أما الدليل على أن سمير مسروق لا سارق يظهر بعلامات عدّه … منها ، أن المؤديه التي أدت الأغنيه عجزت في بعض الأماكن عن الهروب من النشاز ، لأن القفلات شرقيه جدا ، وهي ليست معتادة على هذا الغناء فجاءت القفلات بنشاز واضح . وفي مكان آخر هناك سبب نضطر لكشفه مرغمين وهو أن الموزع طارق مدكور هو من وضع اللوازم الموسيقيه للـّحن وليس سمير وهذا أمرٌ عادي جدا في أغلب الأغاني ، أي أن اللحن الغنائي لسمير والموسيقى بين الفواصل هي للموزع طارق … فهل يمكن أن يكونا أتفقا كل واحد على حدة على سرقة الأغنيه كاملة ؟ أيضا الشاعر نزار فرنسيس هو من كتب الكلمات ، فهل وضع له سمير بحر الشعر الذي يريده أن يكتب عليه ليطابق اللحن الكلمات ؟ أيضا الأغنيه التي وضعها سمير صفير لنانسي هي من ألبوم ” أخاصمك آه ” عام 2003 أي منذ ست سنوات … فهل أستغرق كل هذا الوقت ليكتشف ” المحبّون ” هذا اللحن في أثيوبيا أو حتى باكستان ؟ والعالم كما نعرف أصبح قرية صغيره ونحن نشاهد تلفزيونات العالم كلها في وقت واحد ؟ أيضا يمكن إضافة أن سمير صفير هو أكثر من يهاجم الملحنين الذين يسرقون ألحانا تركيه ويونانيه ، فهل كان ليصعّد هذه الهجمات الدائمه لو أنه منهم ؟
وإليكم هذه القصة التي حصلت منذ أعوام طويله وتستحق أن تُروى الآن . فقد كنت رفيق الفنان راغب علامه في مطلع شهرته – وما زلت طبعا – ، وذات يوم كان يستمع الى كلام أغنية من الشاعر اللبناني الراحل توفيق بركات ويقول مطلعها : ” يا ريت فيّي خبّيها ، وما خللّـّي حدا يحاكيها ، بسقيها دموع عينيّي وبطعمها قلبي بأيديّي … وباخد من عمري وبعطيها .. ” . قلت يومها للشاعر الكبير – رحمه الله – أقترح أن نقول ” بقدّملا قلبي بإيديّي ، بدلا من بطعمها … ” . فأنتفض فورا وقال : ” أنا كتبت أغانٍ لحّنها محمد عبد الوهاب ولم يغيّر فيها شيئا ، وأنت تريد تغيير كلماتي ؟ … أقنعناه بالتغيير وحصل . ولحّن راغب الأغنية أمامي … وحققت نجاحا رائعا … بعد سنوات أخذها أحد المغنين اليونانيين وسجـّلها بلغته ، فجاء من يقول أن راغب لطش اللحن من اليونان …. وكأن في اليونان لا يُعجب الفنانون بألحان غيرهم … ونحن فقط نستعير ونسرق … هذه الحكاية قد تُعيد لسمير صفير بعض حقـّه المسلوب بالتعاون التقني مع بعض الزملاء اللبنانيين … خصوصا أن جمعية المؤلفين والملحنين وناشري الموسيقى مُطالبة أكثر من أي وقت مضى بالقيام بمهمتها بالبحث عن السارق لتبيان الحق … أم تراها جمعية تأخذ حقوقها ، ولا تأبه لحقوق أعضائها ؟
متى يصبح نجوم الخليج نجوما في كلّ العالم العربي ؟؟ – جمال فيّاض
متى يصبح نجوم الخليج نجوما في كل العالم العربي ؟
———————————————————
أطلّ علينا عيد الأضحى المبارك منذ أيام ، وكل عام وأنتم بخير ، وستليه أيام الأعياد الميلاديه ورأس السنه … وشاهدنا عدد كبير من نجوم الخليج العربي من السعوديه والكويت والإمارات والعراق يغنون ويحيون حفلات العيد في بيروت والقاهره … وأمتلأت الشوارع في العاصمتين العربيتين بالإعلانات على مدى أسبوع تقريبا لأيام عيد الأضحى المبارك .. محمد عبده ، رابح صقر ، أحلام ، عبدالله الرويشد ، وغيرهم … كلهم يحيون ليالي العيد في بيروت والقاهره … حيث الأخوة الخليجيون يأتون لتمضية أيام الإجازه . طبعا شاهدنا الأمر عينه في موسم الصيف … كلهم يأتون الى حيث الجمهور الخليجي . لكن السؤال الذي يثير الأستغراب هو ” إلى متى سيظل المطرب الخليجي يذهب الى جمهوره في الإجازات ومواسم الصيف ؟ إلى متى سيظل المطرب الخليجي يلحق جمهوره في بيروت والقاهره ولندن وكان وباريس ؟ ولماذا لا يحيي أي مطرب خليجي حفلة خارج موسم العطله الخليجيه ؟ ” … أي بمعنى أدقّ ، لماذا لا يخرج المطرب والنجم السعودي والكويتي والإماراتي لإحياء حفل يحضره جمهور عربي من مصر ولبنان وسوريه وتونس والمغرب ؟ فنحن نلاحظ أن الجمهور العربي يذهب الى راغب علامه في أي بلد يتواجد فيها ، ونراه يجنّ بتامر حسني وعمرو دياب وعاصي الحلاني ونجوى كرم وشيرين ونوال الزغبي في كل البلدان … وهؤلاء وغيرهم من المصريين واللبنانيين يحيون حفلات في كل البلاد العربيه وخارج جدول العطل والإجازات … ولهم جمهور من الخليج إلى المغرب …
هناك خطأ ما يجب تداركه وعلى محمد عبده وعبدالله الرويشد وراشد الماجد وعبد المجيد عبدالله ونبيل شعيل أن يبحثوا في هذا الأمر . أين جماهيرية الأغنيه الخليجيه عربيا ؟ ولماذا لم تصل بعد إلى الجمهور بمختلف مناطق العالم العربي ؟ لماذا لا يمكن للنجوم الخليجيين أن يكونوا نجوما أمام غير الخليجيين ؟ فالأغنيه الخليجيه وصلت بلهجتها وشعرها وكلمتها الجميله جدا ، والأغنيه الخليجيه يمكن تقييمها بمراتب متقدمه جدا ومتفوقه جدا من حيث مستوى الكلمه واللحن والتوزيع الموسيقي … بل هي تُنفَّذ في أهم ستوديوهات العالم وبأفضل تقنيات . وجملتها اللحنيه تعتبر من الأقرب الى المشاعر والقلب . وحسين الجسمي وراشد الماجد وعبدالله الرويشد مثلا يغنون بإحساس لا يطاله إحساس ، ونوال الكويتيه يمكن إعتبارها إحدى أهم وأرق مطربات الخليج ، بل العرب . إذن ، هناك خلل ما ، في مسألة تسويق الأغنيه الخليجيه . هل هو غلاء سعر بطاقة الدخول الذي لا يقدر عليه إلا جمهور ميسور مثل الخليجيين ؟ لكننا بالمقابل نرى أن بطاقات الدخول الى حفلات المصريين واللبنانيين من الصف الأول ليست أقلّ سعرا … إذا لماذا التونسي يستقبل اللبناني على مدار السنه ؟ ولماذا الخليجي يذهب لمشاهدة نجومه اللبنانيين والمصريين في الخليج بحماس يوازي حماسه للمطرب الخليجي ؟ هل ينقصه الترويج الإعلامي ؟ بالطبع لا . فالقنوات الفضائيه تكاد لا تقصِّر مع واحد منهم … والقنوات العربيه بمجملها تسعى إلى أعمالهم لتحصل على حصّة إعلانيه محترمه … إذا ؟ ما السبب ، وأين الخلل ؟
أرى أن يجتمع نجوم الخليج من المطربين ، ويبحثوا في الأمر ويطرحوا السؤال الذي يجب أن يجدوا له جوابا واضحا ومنطقيا … كيف سنجعل الجمهور العربي من كل الدول يتشوّق لسماع أغانينا تماما كما الجمهور في بلادنا ؟ مسألة هامه وتحتاج الى دراسه معمّقه وجواب عملي … وسيصبح الأمر أفضل