الدكتور هراتش يتحدث لخبرعاجل عن عمليات التجميل

خبر عاجل – ناديا الحلاق
تختلف العمليات التجميلية عن غيرها من العمليات بأن من يبدأها ويطالب بها هو المريض نفسه وليس الطبيب، فهنا نشهد انقلاب. فما يسمى في الطب والجراحة استطباب أو داعي العمل الجراحي يحدده الطبيب أما هنا فالعكس هو الصحيح . لان المرضى الذين يطلبون الجراحة التجميلية هم أصحاء من الناحية الجسدية.
خبر عاجل كان لها مقابلة مع الدكتور هراتش زغبازريان للتحدث عن عمليات التجميل
ما هو مفهوم الجمال ؟
كشاب أرى أن الجمال جمال الأخلاق، فأحياناً نرى إمرأة فائقة الجمال، لكن عندما نتكلم معها تصبح أبشع مخلوقة. لذا أرى أن الجمال جمال الروح وجمال الأخلاق أولا.
وكطبيب تجميل أرى ان الجمال يكون حسب العصر. فمنذ زمن طويل كان الجمال بالأوراك والوزن الزائد.
وبرأي الجمال لا يكون بالأنف الجميل و الصدر الكبير و الشفاه الكبيره، إنما الجمال هو التناسق. ومثال على ذلك إن كانت الامرأة ذو أكتاف عريضة يجب علينا أن نجعل صدرها كبير. وبالنهاية يعود ذلك إلى نظرة وذوق الطبيب الذي يحاول إبراز الجمال لا صنعه لان الله وحده صانع الجمال.
هل هناك إرتباط بين المرض النفسي وطلب عمليات التجميل؟
يبدأ طلب عمليات التجميل كهوس بتغير شيء ثم يصبح منافسة. فعلى سبيل المثال تقوم جارتي بنفخ خدودها فأسارع انا الى القيام بالمثل، وهنا احب ان أطلب من هذا النوع من الاشخاص عدم التنافس على الشكل الخارجي، إنما العمل على المضمون الداخلي وهو الاهم.
أما عن المرض النفسي، فهناك العديد من الاشخاص الذين لا يتقبلون انفسهم ومثال على ذلك مريضة زارتني وطلبت البوتكس، و كان السبب إنفصالها عن خطيبها ومعاناتها من مشاكل نفسية تخاف ان تظهر على وجهها. وهنا نرى الارتباط بين العامل النفسي وعمليات التجميل، إنما لم تصل الى المرض النفسي.
وأكثر من يقوم بهذه العمليات هم المطلقات حديثاً او المنفصلين أو من بدأت بعمل جديد… إلخ. لكن عند الشعور بمرض نفسي نقوم بتحويل المريضه او المريض إلى طبيب نفسي مختص لإعطائنا الموافقة على العمليه.
إذاً أنت تشجع مثل هذع المريضه على القيام بعملية؟
لا يمكننا تسميه هذه بعملية تجميل بكل معنى الكلمة، فهي طلبت إبرة فقط لرفع الحاجب وذلك لإخفاء مظاهر البؤوس والحزن. وصدقي عدم الموافقة على إجراء هذه الابرة سيدهور حالتها، لانها تنوي المتابعة في حياتها لكنها تحتاج إلى الحافز.
من هم مدمني العمليات التجميلية ؟
الجميع (يضحك) بصراحة هناك إدمان بشكل رهيب. والادمان الاكبر هو من الفنانات، والان ينضم إليهم الاعلاميات لكن الفرق هو ان الاعلاميات لا يلجأن الى المبالغة لان المشاهد لا يتقبل إعلامية او مذيعة بشفاه كبيره لان دورها هو توصيل الخبر لا إبراز المفاتن.
هل تقوم بدراسة لشخصية المريض قبل القيام بإجراء العملية؟
نعم، فأنا أهتم كثيرا بأن أتعرف على الشخص قبل القيام بالعملية. لذلك انا الان على علاقة صداقة مع أكثر من 70% من زبائني.
ومن خلال المعاينة أدرس شخصية المريضه بشكل جيد، فهناك الكثيرات مِن من يتوقعون مثلا الخروج من العملية (هيفاء وهبي أو رولا سعد) لكن هذا الشيء خطأ. وأنا أرى أن مساهمة الطبيب في تدعيم هذه الاوهام هو الخطأ الاكبر. لانه عند النتيجه تخرج المريضه مع خيبة امل، لذا يجب أن يكون الطبيب صريح من البداية.
أضيف الى انه هناك الكثير من الاشخاص الذين يأتون ومعهم صور، ويطلبو أنف فلانه وشفاه فلانه وهذا خطأ ايضاُ لان فلانه عندها رسمة وجه غير، وما يليق بها لا يليق بكم.
هل إختيار أنف جديد أصبح كشراء ثوب جديد ؟ وما رأيك بإعلانات مستشفيات التجميل التي ملئت الطرقات؟
شراء الثوب شيئ سهل المنال، والاسهل اجار الفستان. لكن الخطاء في العملية لا يمكن تصحيحه بسهوله، ولا يمكننا إرجاع الزمن الى الوراء وإعادة كل شيء على حاله. فما يتغير لن يرجع إلى أصلة.
أما عن الاعلانات فأنا شخصيا ضددها ولا أقوم بها، لكنني مع المقابلات. فهدفنا في المقابلة هو توصيل رسالة لا إبراز عضلات.
لكن من الممكن ان تكون طريقة الاعلانات ناجحه للبعض وتعطيهم نتيجه جيده. وبلنهاية الطبيب لايستطيع ان يجبر الزبون على زيارته إذا لم يشعر الاخر بالارتياح.
هل سنصل إلى مرحله لانستطيع فيها التميز بين النساء؟
للاسف، وصلنا لهذه المرحلة وأصبحت معظم النساء متشابهات. والحل هو الاعلام، مثلا هذه المقابلة تساهم في توعية القراء ولفت نظرهم الى العديد من الامور التي يجهلونها.
فقد اصبحنا نفتح صفحات المجتمع في المجلات والجرائد ونرى الجميع يتشابهون ولا نستطيع التميز إلا عند قراءتنا للإسم.
أنت كرجل كيف تحب أن تكون الفتاة ؟
الله يحب الجمال، وهو الذي خلقه، لذلك أعطانا القدرات العقلية لإتقان طب التجميل. وبرأي لا يوجد أحد كامل غير الله عز وجل.
والامرأه الوحيده التي لم تكن بحاجة الى عمليات التجميل هي جورجينا رزق.
وأنا أفضل الفتاة الطبيعية.
ماهو السؤال الذي تطرحه على نفسك؟
هناك سؤال مهم يشغل بالي وهو إلى أين ؟؟ إلى أين سنصل بطب التجميل؟ وللأسف لا اعرف الجواب.
ونرى أن هذا التحقيق لا ينتهي هنا، فهناك أبوب عديده ونوافذ تبنى يوما بعد يوم. فنضم صوتنا إلى صوت الدكتور هراتش ونسأل هذا السؤال: الى أين؟
فأنت أيها القاريء هل سألت نفسك يوماً هذا السؤال!؟ ومن برأيك القادر على إعطاء الجواب إذا وجد.