راغب علامة يطلق وثيقة البيئة من بيروت الى العالم

بمبادرة مسؤولة وخطوة ريادية للنجم راغب علامة وبالرغم من العواصف والمطر الشديدين بالامس وبحضور فعاليات سياسية واجتماعية وبيئية وطلاب من مختلف المعاهد والمدارس والجامعات اللبنانية، أطلق النجم راغب علامة أول وثيقة بيئية في العالم العربي ضمن حملة واسعة للحفاظ على البيئة من قاعة عصام فارس في الجامعة الاميركية في بيروت ووقّع الى جانب المدعوين ومجموعات من الشباب الناشطين في الموضوع البيئي على عريضة تحت عنوان “Signature Promise Letter” يلتزمون من خلالها احترام المواثيق الدولية للحفاظ على البيئة …
ولو ان هذه خطوة أولى للنجم راغب علامة في مشوار الالف ميل للحفاظ على البيئة الذي تبنّاه وحمل رايته ، الا انه أخذ قراره بالانتقال من مرحلة القول والكلام الى مرحلة الفعل والتنفيذ التي ستشمل حمل هذه العريضة الى العالم العربي بأسره وحتى الدول الغربية التي سيزورها ويكون بذلك يقدّم لللّقب الذي حاز عليه من قبل الامم المتحدّة أكثر مما قدّم اللقب له. راغب الذي قطع زيارته الى القاهرة حيث كان متواجداً لسماع وتسجيل اغنيات البومه الجديد ، عاد بالامس الى بيروت بهدف المشاركة ودعم هذا الاحتفال الذي نظّمه طلّاب الجامعة الاميركية في بيروت وأبدى سعادة عارمة بلمس حماسة والتزام كبيرين لدى هؤلاء الشباب وحسن اطلاعهم على موضوع تغيّر المناخ والتعمّق بمقرّرات قمّة كوبنهغن الاخيرة.تخلّل الحفل كلمة للنجم راغب علامة والدكتور فاتن المرّ وتقديم عروض مسرحية وغنائية للطلاب المشاركين حيث اختتم الحفل بتقديم الدروع التذكارية لكل من النجم راغب علامة وراعي الحفل الدكتور ميلاد السبعلي رئيس جمعية “لبنان الموحّد”.
كلمة النجم راغب علامة
إلى ما بعد كوبنهاغن
تغيّر المناخ مازال مستمراً، ونحن نشهد اليوم كيف يتغير المناخ في المنطقة. لبنان يعاني هذه سنة من فصل شتاء غريب. أين الثلوج؟ أين الأمطار؟ أين البرد؟ أين فصل الشتاء التي نحتاجه لتغذية آبارنا الجوفية وانعاش سياحتنا وتنمية اقتصادنا واعادة احياء طبيعتنا؟
تغير المناخ لا يزال أخطر مشكلة تواجهنا، والذي نشهده الآن هو فقط جزء صغير جدا من التغير الذي سوف يحدث في المستقبل.
كان لدينا في كوبنهاغن الأمل الكبير للوصول إلى اتفاقية قوية وطموحة وملزمة قانونا تنقذنا من هذه الكارثة. وقد أعطت عملية المفاوضات التي استمرت على مدى السنتين الماضيتين الوقت الكافي للوصول الى اتفاق ناجح لو توفرت له الإرادة السياسية.
في الأيام الثلاثة الأخيرة من قمة كوبنهاغن، بدأ الرؤساء بالتوافد، والمفاوضون واصلوا الليل بالنهار في محاولات جاهدة لإنضاج الأوراق التفاوضية، ولكن كل جهودها ذهبت سدى، لأن الإرادة السياسية لأكبر دولتين في العالم، كانت تحيك أمرا آخر في سياق أخر. فالصين والولايات المتحدة كانتا في تنافس إقتصادي، بدل من تسابق على من ينقذ الأرض أولا. فكانت النتيجة ورقة ضعيفة والتي هي “وثيقة كوبنهاغن”.
بالرغم من الضغوطات هائلة ومغريات كبيرة التي مورست لم تتبنى جميع الدول هذه الوثيقة. ولقد اتخذ المؤتمر قرارين هامين: – القرار الأول يتعلق بتمديد ومتابعة التفاوض لمدة سنة أخرى، يصار إلى استكمال عملها، وتقديم حصيلة هذا العمل إلى مؤتمر الاتفاقية الإطارية السادس عشر القادم، الذي سيعقد في المكسيك لإقرارها. والقرار الثاني، يقول أن المؤتمر قد أخذ علما “بوثيقة كوبنهاغن” المنعقد في 18 كانون الأول ديسمبر 2009.
قرارات المؤتمر شديدة الوضوح : تمديد الولاية بالتفاوض لسنة واحدة، والأخذ بالعلم بالاتفاق. إذن المؤتمر لم يتبن اتفاق الولايات المتحدة الأميركية والصين وعدد آخر من الدول، بل أخذ علما به، وهذا مصطلح ديبلوماسي يعني بكل وضوح عدم إقرار الوثيقة، بل الاكتفاء بأخذ العلم بها.
“اتفاق كوبنهاغن” هو ورقة سياسية شديدة الضعف والفقر والإبهام. بالرغم من ذلك فهي تتضمن تقدم ملحوظ في مواقف الدول. ولكنها لن تنقذ الكوكب من آثار تغير المناخ الكارثية. لذلك يجب أن نقول لجميع حكومات العالم وبأعلى صوت : “عملكم لم ينتهي بعد”. هنالك سنة أخرى من المفاوضات ويجب أن نتأكد من أن هنالك إرادة وزخم سياسي أكبر في المكسيك من ما كان عليه في كوبنهاغن. هذه السنة من التأخير سوف تكلفنا كثيرا. إن هذه السنة، ليست وقتا ضائعا فحسب، إنما هي يمكن لها أن تكون سنة دمار لأسباب حياة ملايين البشر، وخسارة مئات آلاف الضحايا البشرية، وأنواع الأحياء الأخرى، ولمزيد من الكوارث المدمرة لحياة واستقرار شعوب بأسرها، ولخسائر مادية قد يصل تقديرها إلى مئات مليارات الدولارات، فكما أشارت دراسة وكالة الطاقة الدولية IEA إلى أن كل سنة تأخير تؤدي إلى خسائر تتجاوز 500 مليار دولار، يتكبدها الاقتصاد العالمي، المترنح أصلا تحت وطأة الأزمة المالية والاقتصادية العالمية. ولكن هذه السنة تعطينا أمل. لذلك علينا أن نعمل بجدية أكبر هذه السنة لتحقيق اتفاقية قوية وطموحة وملزمة قانونا من شأنها أن تنقذ الكوكب من الآثار الكارثية لتغير المناخ.
بالإضافة لذلك، على الدول أن تبدأ بتنفيذ سياسات تخفيف الانبعاثات، والتكيف مع الآثار، وتطوير مصادر الطاقة المتجددة، ومتابعة النمو المستدام، على طريق تغيير بنية الاقتصاد العالمي، وسلوكيات الانتاج والاستهلاك بما يؤدي إلى احتواء الاحتباس الحراري، وما يترتب عنه من تغير مناخي، وبالتالي انقاذ الكوكب والحضارة الانسانية والحياة المتنوعة من الأخطار الكارثية المحدقة بها.
أما نحن، الناشطون في هذا المجال، فسوف نحشد القوى والطاقات، للعمل الدؤوب، الذي لا يعرف الملل ولا الكلل، بالتعاون مع كل الأصدقاء والمؤسسات الحليفة، ومع كل مستويات صنع القرار السياسي في لبنان والمنطقة العربية والعالم، مستفيدين من تجارب السنة الماضية، وخبرات التفاعل مع كل الاطراف التي تعمل في هذا المجال في لبنان. فعلى المستوى الوطني، لا بد من العمل الجاد مع ممثلي الشعب في البرلمان اللبناني، ومع الحكومة ومختلف الوزارات المعنية، من أجل قيام لجنة وطنية لتغير المناخ، تضم ممثلين عن الوزارات المعنية والمجتمع المدني، ومن أجل قيام لجنة نيابية لتغير المناخ، والعمل بتعاون وتكامل وطني من أجل وضع سياسة وطنية لتغير المناخ ببعديها الداخلي والخارجي التفاوضي. ولا بد من استمرار العمل على تفعيل دور الدول العربية في المفاوضات الدولية لتغير المناخ، وتنشيط هذا الدور، وتعميق مضمون مواقفه وسياساته لتصل إلى مستوى الاستجابة الحقيقية للتهديدات، التي ترتبها آثار تغير المناخ على شعوبنا العربية وبلداننا العربية في الخليج العربي، وشرق المتوسط وشمال افريقيا والمغرب العربي ولتستجيب لطموحات شعوبنا العربية كافة.
لتكن هذه السنة الإضافية، التي تفصلنا عن موعد المؤتمر السادس عشر في مكسيكو سنة مليئة بالنشاط والحيوية، والعمل الفعال والمؤثر من أجل تحقيق الهدف الكبير المتمثل باتفاقية قوية وفعالة وطموحة وملزمة قانونا تنقذ الحياة العزيزة على كوكبنا الجميل.