كليوبترا بطولة سلاف فواخرجي

من يزر موقع تصوير العمل التاريخي (كليوبترا) في مدينة (الفيصل) الإعلامية بريف دمشق ويرَ المخرج وائل رمضان وهو يبذل طاقة جسدية وذهنية كبيرة وغير هيّنة أثناء التصوير لابد أن يصل إلى قناعة أن المشاهدين العرب سيكونون أمام عمل تاريخي من طراز مختلف وخاصة أن الغوص في عباب التاريخ البعيد ليس بالمهمة السهلة، وقد كان تناول سيرة حياة الملكة الأشهر في التاريخ القديم حلماً يراود رمضان منذ سنوات حتى تحقق أخيراً وسيرى النور في رمضان المقبل حيث أبدت أكثر من عشر محطات عربية اهتمامها به وربما هذا سبب كاف لكي يتحدى وائل رمضان نفسه فهو- كما يؤكد- لا يريد منافسة أحد «مع أني أبذل كل طاقتي مستعيناً بكل ما أملك من مخزون معرفي وثقافي واجتماعي» ويؤمن رمضان «أن جهدي وجهود العاملين من فنانين وفنيين لن يذهب هدراً إن شاء الله تعالى» وقد حشد رمضان عدداً من نجوم الدراما العربية لمصلحة عمله وقد وصفهم بـ«المحترفين والأساتذة الذين يعملون بنفس الهواة لمحبتهم بالعمل وأنا مدين لهم بالشكر الكبير» وفي مقدمة هؤلاء النجمة سلاف فواخرجي.
ويثني رمضان على الشركة المنتجة للمسلسل (شركة مصرية) والتي «تواكب متطلبات هذا العمل التاريخي الكبير وقد قدمت كل ما طلبت ليظهر بالصيغة الفنية المرموقة». ويرى رمضان أن عمله «عربي الهوية ليس سورياً ولا مصرياً».
وسبق للسينما العالمية أن قدمت أكثر من فيلم عن حياة الملكة (كليوبترا) وهنا يؤكد رمضان أنه سيحاول إثبات قدرتنا كعرب على تقديم شيء مميز ومختلف عما قدمته هذه السينما ويذهب إلى أبعد من ذلك بقوله: أعتقد أننا نملك فنانين وفنيين عرب أهم مما هو موجود في هوليوود ولكننا نفتقد لمليارات الدولارات التي تعمل بها صناعة السينما في أميركا والغرب عموماً. لو كان لدى الفنان العربي الإمكانيات الموجودة في هوليوود وبوليوود لقدم ما هو أهم.
ورداً على سؤال حول اختياره لهذه الشخصية التاريخية بالذات لتقديمها ضمن الدراما العربية قال: منذ سنوات وأنا أفكر بها وبالفترة التاريخية التي عاصرتها لأنني أرى أن ظروف تلك الفترة تشابه تماماً الظروف التي نعيشها الآن لقد حاولت كليوبترا التخلص من التبعية لروما عاصمة الإمبراطورية الرومانية وأرادت أن تكون تابعة للشعب المصري فقط.
وسألته: كيف تُسقط سيرة حياة ملكة غير عربية على الواقع العربي اليوم فقال: هناك أناس كثر في تاريخنا تبنوا القضايا العربية وكانوا جزءاً منها، نحن نقدم قراءة جديدة لهذه الشخصية وعلاقتها مع شعبها وهذا لم يقدم مسبقاً في القراءات العديدة التي ظهرت.
ويعتقد وائل رمضان بعد قراءته لأبعاد الشخصية أنها كانت تريد إعادة مجد الاسكندر الأكبر الذي وصل إلى قناعة راسخة بضرورة إنشاء عالم واحد لا يسيطر فيه القوي على الضعيف ويملؤه السلام والجمال ولهذا قُتل لأن هناك من لا يريد ذلك. عندما هزمت كليوباترا لجأت إلى أولاد عمها في مدينة (طرسوس) السورية وأنشأت جيشاً سورياً حررت به مصر، لقد كانت أنموذج المرأة الشريفة والقوية والتي لا تقبل المهانة والذل ولهذا انتحرت لأنها ستساق إلى روما كأمة.
ويعتبر هذا المسلسل التجربة الإخراجية الخامسة لوائل رمضان وهو يؤكد أنه غير معني باستعراض إمكانياته كمخرج وليست غايته الإبهار بالإخراج «أريد أن أقدم شيئاً بسيطاً يصل للمشاهدين» ولا ينكر أنه استفاد من كونه ممثلاً وخريجاً من المعهد العالي للفنون المسرحية على صعيد عمله كمخرج «ولكني لا أفرض رؤيتي وقراءتي لأي شخصية كممثل على الممثلين العاملين معي، لا أريد جرهم إلى أداء يشبه أدائي، كل ممثل يقرأ الشخصية بناء على رؤيته هو وخاصة أن أغلب المشاركين معي هم ممثلون كما أسلفت محترفون وأهم مني بكثير، نحن نعمل على طريقة ورشة العمل للوصول إلى أفضل صيغة».
إضافة إلى عمله كمخرج يلعب وائل رمضان شخصية (مارك أنطونيو) ويذكر أنه كان يحلم بتأديته وهو من الشخصيات المهمة التي كان لها تأثير في حياة (كليوباترا).
ويرى رمضان أن العمل الجيد يتابعه المشاهدون «بغض النظر عن جنسيته سواء كان سورياً أو مصرياً» ويلفت إلى أن هذا التصنيف المعمول به اليوم وهذا الفرز «من رواسب السياسة العربية».

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock